مناسك واحكام الحج

سبب تسمية يوم التروية بهذا الاسم

يوم التروية

المقدمة

يُعد يوم التروية (اليوم الثامن من ذي الحجة) من الأيام المهمة في مناسك الحج، حيث يتوجه الحجاج فيه إلى مِنى ويبيتون هناك استعدادًا للوقوف بعرفة في اليوم التالي. وقد اختلف العلماء في سبب تسمية هذا اليوم بيوم التروية، ولهذه التسمية عدة تفسيرات تاريخية ودينية.


أسباب تسمية يوم التروية بهذا الاسم

1. التروية من “الرَّوْي” وهو السقي والتزوّد بالماء

  • التفسير الأشهر: أن الحجاج كانوا في الزمن القديم يرتوون من الماء في هذا اليوم، أي يتزودون به استعدادًا ليوم عرفة، حيث كان الماء شحيحًا في تلك البقعة.
  • فقد كان الحجاج يتروَّوْن (يأخذون الماء) من مكة إلى مِنى وعرفة، لأن المنطقة كانت قليلة المياه، فكانوا يحملون الماء معهم ليشربوا ويسقوا دوابهم.
  • قال ابن الأثير في “النهاية في غريب الحديث”“سمي يوم التروية بذلك لأنهم كانوا يتروَّوْن فيه من الماء، أي يأخذونه ويحملونه معهم إلى عرفة ومِنى”.

2. التروية بمعنى “التفكر والتأمل”

  • قيل إنه سمي بذلك لأن الحجاج كانوا يتفكرون ويروون (أي يذكرون) في هذا اليوم أحكام الحج، ويتدبرون ما سيفعلونه في اليوم التالي (يوم عرفة).
  • فكلمة “التروية” تأتي أيضًا من “الرأي”، أي التفكير والتخطيط، حيث كان الناس يروون أمر الحج ويناقشون مناسكه.

3. رؤية النبي إبراهيم عليه السلام للرؤيا (المنام)

  • ورد في بعض الروايات الضعيفة أن اسم “التروية” جاء من رؤيا النبي إبراهيم عليه السلام، حيث رأى في المنام أنه يذبح ابنه إسماعيل، فكان يوم التروية هو اليوم الذي تروى فيه (أي فكر وتأكد) هل هذه الرؤيا حقيقية أم لا.
  • ثم جاءه التأكيد في اليوم التالي (يوم عرفة)، فسمي هذا اليوم بالتروية.
  • لكن هذا القول ضعيف من الناحية التاريخية والحديثية، ولم يثبت بدليل صريح.

أعمال الحج في يوم التروية

بغض النظر عن سبب التسمية، فإن ليوم التروية أهمية كبيرة في مناسك الحج، ومن أهم أعماله:

  1. التوجه إلى مِنى: يخرج الحجاج من مكة إلى مِنى بعد صلاة الفجر ويبقون هناك حتى فجر يوم عرفة.
  2. إكمال مناسك الحج: مثل:
    • المبيت في مِنى (سنة عند جمهور العلماء).
    • صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصرًا دون جمع.
  3. الاستعداد ليوم عرفة: بالتزود بالماء والطعام، والذكر والدعاء.

اقرأ ايضا : جزاء الحج المبرور


الخاتمة

أغلب الأقوال ترجح أن يوم التروية سُمي بذلك لأن الحجاج كانوا يتزودون بالماء (الرَّوْي) استعدادًا ليوم عرفة، أو لأنهم كانوا يتفكرون في أحكام الحج. أما القصة المتعلقة بإبراهيم عليه السلام فضعيفة ولا يعتمد عليها. ويبقى هذا اليوم من الأيام العظيمة التي يستعد فيها الحجاج لأعظم أركان الحج (الوقوف بعرفة).

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

السابق
سبب تسمية أيام التشريق بهذا الاسم
التالي
جزاء الحج المبرور: جنة الفردوس