مناسك واحكام الحج

رمي الجمرات في أيام التشريق: أحكامه وشروطها في الفقه الإسلامي

رمي الجمرات في أيام التشريق

المقدمة

رمي الجمرات من أركان الحج الأساسية، ويتم في أيام التشريق (الحادي عشر، الثاني عشر، الثالث عشر من ذي الحجة). وهو منسك يتذكر فيه المسلمون امتثال سيدنا إبراهيم عليه السلام لأمر الله عندما رمى الشيطان الذي حاول صده عن ذبح ابنه إسماعيل.

أوقات رمي الجمرات أيام التشريق

1. وقت الرمي الشرعي

  • يوم 11 ذي الحجة (اليوم الأول من التشريق):
    • يرمي الحاج 21 حصاة (7 للجمرة الصغرى، 7 للوسطى، 7 للكبرى).
    • الوقت المفضل: بعد زوال الشمس (بعد الظهر) حتى الغروب.
  • يوم 12 ذي الحجة (اليوم الثاني من التشريق):
    • نفس العدد (21 حصاة).
    • يجوز التعجل بعد الرمي في هذا اليوم (أي مغادرة منى قبل اليوم الثالث).
  • يوم 13 ذي الحجة (اليوم الثالث للمتأخرين):
    • من لم يتعجل يرمي 21 حصاة أيضاً.

2. حكم من رمى قبل الزوال

  • الجمهور (الحنفية، المالكية، الحنابلة): لا يصح الرمي قبل الزوال، ويجب إعادته.
  • الشافعية: يصح مع الكراهة.

كيفية الرمي وشروطه

1. شروط صحة الرمي

  • النية: أن يقصد بذلك امتثال أمر الله.
  • الترتيب: يبدأ بالصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى.
  • المقدار: 7 حصيات لكل جمرة (مثل حصى الخذف).
  • وقوع الحصى في الحوض: لو سقطت خارج الحوض لم تُحتسب.

2. سنن وآداب الرمي

  • التكبير مع كل حصاة (قول: “الله أكبر”).
  • الوقوف للدعاء بعد الصغرى والوسطى (لا بعد الكبرى).
  • استقبال القبلة أثناء الدعاء.
  • عدم رمي الحذاء أو الأحجار الكبيرة (يجب أن تكون بحجم الحمص).

أحكام خاصة برمي الجمرات

1. الرمي عن العاجز (الكبير، المريض، المرأة الحامل)

  • يجوز أن ينيب عنه غيره بشرط أن يكون النائب قد رمى عن نفسه أولاً.

2. من نسي أو أخطأ في عدد الحصيات

  • إذا نقص حصاة أو أكثر: يجب عليه تعويضها ما دام في أيام التشريق.
  • إذا انتهت أيام التشريق ولم يكمل: عليه دم (ذبح شاة).

3. الرمي ليلاً

  • يجوز عند الجمهور (ما عدا الحنفية الذين يشترطون النهار).
  • الأفضل النهار إلا لعذر (زحام، مرض، إلخ).

الخلاصة

  • رمي الجمرات واجب في أيام التشريق (11، 12، 13 ذي الحجة).
  • يبدأ بعد الزوال (إلا عند الشافعية).
  • يجب الترتيب والتكبير، ويُسن الدعاء بعد الصغرى والوسطى.
  • يجوز التوكيل للعاجز، ويجب إكمال النقصان قبل انتهاء الأيام.

والله تعالى أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

السابق
أشواط الطواف: شرح مفصل لأحد أركان الحج والعمرة
التالي
حكم صيام يوم التروية